هناك العديد من المخلوقات التي تمتلك إمكانية العيش في درجات حرارة تحت الصفر، ولكن ليس أكثر من "ﺿﻔدﻉ ﺍﻟﺨﺸﺐ " هذا الحيوان البرمائي الصغير يمكن أن يبقى على قيد الحياة رغم تجمده تماما خلال فصل الشتاء، إلا أن يأتي بمعجزة مرة أخرى إلى الحياة بمجرد وصول فصل الصيف! ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻔﺎﺩﻉ ﺣﺒﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﺗﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﺻﺔ ﺍﻟﺒﺮوﺩﺓ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﺠﻤﺪ ﻛُﻠﻴﺎً ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ وتتوقف عن التنفس ويتوقف قلبها عن النبض رغم ذلك تبقى ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﻓﺜﻠﺜﻲ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻔﺎﺩﻉ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﺠﻤﺪﺓ ﻭﺻﻠﺒﺔ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻭﺗﺘﻜﺴﺮ ﻣﺴﺒﺒﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻘﻀﻤﺔ "ﻋﻀﺔ" ﺍﻟﺼﻘﻴﻊ ﻋﻨﺪ ﺗﺠﻤﺪﻫﺎ ،
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻀﻔﺪﻉ ﺍﻟﻌﻴﺶ ؟!
ﺍﻟﺴﺮ ﻳﻜﻤُﻦ ﻓﻲ ﺧﺎﺻﻴّﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀُﻔﺪﻉ ،ﺗﻤﻨﻊ ﺗﺠﻤُﺪ ﺃﻧﺴﺠﺘﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭ ﺗﻠﻔﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ،ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻔﺪﻉ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻏﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺧﻼﻳﺎﻫﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳُﻐﻄﻲ (ﻳُﻐﻠﻒ) ﺍﻟﺜﻠﺞ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻀﻔﺪﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﺘﺸﻜﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ
ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻓﻰ ﺩﻣﻪ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤﺪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳَﺴْﺒﺖ (ﻳﻨﺎﻡ) ﺍﻟﻀﻔﺪﻉ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻷﻋﻀﺎﺀﻩ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻧﺒﺾ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻭﻻ ﻳﺘﻨﻔﺲ ،ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻚ ﺍﺫﺍ ﺟﺮﺣﺘﻪ ﻟﻦ ﻳﻨﺰﻑ ﺍﻟﺪﻡ ﻷﻧﻪ ﻣﺘﺠﻤﺪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺠﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻓﺌﺎً ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺗﻌﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻔﺎﺩﻉ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.